وكان الحسيني قد خرج من منزله في 19 مايو ، متوجهًا إلى القاهرة لشراء كروت شحن وبعض المستلزمات الخاصة بتجارته إلا أن أسرته فوجئت بتغيبه عن البلدة لفترة طويلة؛ الأمر الذي دفعهم لتحرير محضر بتغيبه بمركز شرطة المنزلة.
ويقول حسن شقيق المجني عليه أنه تلقى مكالمة من مركز المنزلة يوم 26 مايو استدعوه فيها للحضور لمقابله مأمور المركز بشأن أخيه، وهناك أخبره المأمور أن شقيقه موجود بقسم شرطة طنطا ثان بمحافظه الغربية، وأن عليه الذهاب إلى هناك لاستلامه.
ويضيف حسن: "توجهت لقسم طنطا كما طلب مني مأمور مركز المنزل فأخبرتني قيادات القسم أن شقيقي نقل إلى مستشفى المنشاوي، وما كادت تمر دقيقة حتى كنت داخل المستشفى، ورأيت أخي مكبلاً بالقيود من قدمه وفاقدًا للوعي، وعلى جسده آثار تعذيب عبارة عن تورم في الذراعين وجروحٍ حول المعصمين وكدمات بالرأس وجروح أعلى الفخذين وتورم في الخصيتين وكدمات متفرقه بأنحاء جسده". وعندما حاول حسن الاستعلام عن حالة أخيه أخبره بعض الأطباء أنه جاء من قسم الشرطة على هذه الحالة، ودخل المستشفى دون أن يُقيَّد في السجلات، علاوةً على أن حالته متدهورة للغاية، وطالبوه بالعودة إلى القسم لاستكمال إجراءات إخلاء سبيل شقيقه.
وقال: "فعدتُ إلى القسم مرةً أخرى، وقابلت الضابط النوبتجي وأمين شرطة يُدعى زغلول قام بتحرير محضر سأل فيه وأجاب على نفسه، ثم طلب مني أن أُوقع عليه، فضلاً عن اصطحابي إلى مستشفى المنشاوي وتحرير محضر بنقطة المستشفى للتوقيع على استلام شقيقي".
وهنا كانت بداية النهاية عندما توجَّه حسن بشقيقه إلى مستشفى المنزلة العام لإنقاذ حياته فقرر الأطباء هناك إحالته إلى المستشفى الدولي بالمنصورة لخطورةِ حالته وإجراء العديد من الجراحات لإنقاذه.
وتابع حسن: "فانتقلت به إلى المستشفى الدولي فجر أول أمس الأربعاء 27 مايو وبعرضه على الأطباء بقسم الجراحة قرروا إدخاله غرفة العمليات على الفور، وطلب مني الطبيب أخصائي الجراحة التوقيع على إقرارٍ بالموافقة على بتر يديه إذا استدعى الأمر، وبعد مرور حوالي 14 ساعة أخبرني الطبيب أن الجراحة تمَّت بنجاح، لكنه فارق الحياة نتيجة التعذيب البدني الذي تعرَّض له".
وعلى إثر ذلك رفض حسن استلام جثة شقيقه من مشرحة المستشفى حتى يتم فتح التحقيق في وقعة قتله داخل القسم والانتقام من قاتليه، وقال والدموع تنهمر من عينيه: "كان مقررًا أن يعقد حفل قرانه بعد أسبوع.. حرام حرام، وحسبي الله ونعم الوكيل، وربنا ينتقم من الظالمين".